قال محمد إسماعيل المقدم : ونختم هذا الفصل [ وهو : عالي الهمة : شريف النفس يعرف قدر نفسه ] بمثال فذ ، بذل حياته لإعلاء كلمة الله ، وهو الأستاذ سيد قطب وأعلى درجته في الشهداء ، ذلك البطل الذي إرتضع منذ طفولته معاني العزة والكرامة والأنفة وشرف النفس ، والذي عاش حياته " سيدا " ، وغادر الدنيا سيدا ، رافعاً رأسه ، والذي عاش حياته " قطبا " ، وغادرها قطباً في الدعوة والجهاد ، ونتوقف فقط عند ساعاته الأخيرة في الدار الفانية ، وقد طُلب إليه أن يعتذر للطاغية مقابل إطلاق سراحه ، فقال : (( لن أعتذر عن العمل مع الله )) ، وعندما طُلب منه كتابةُ كلمات يسترحم بها عبد الناصر قال : (( إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ، ليرفض أن يكتب حرفاً يُقرُ به حكم طاغية )) ، وقال أيضاً : ((لماذا أسترحم ؟ إن سُجنتُ بحق ، فأنا أقبل حكم الحق ! وإن سُجنت بباطل ، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل ! )) .
وفي إحدى الجلسات اقترب أحد الضباط منه ، وسأله عن معنى كلمة (( شهيد )) ، فرد عليه قائلاً : (( شهيد : يعني أنه شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته )) : لعمرك إني أرى مصرعي ..... ولكن أغذُ إليه الخُطا لعمرك هذا ممات الرجال ..... فمن رام موتاً شريفا فذا(1)
[ انظر كتاب : علو الهمة ص 114و115تأليف محمد أحمد إسماعيل المقدم طبع عام 1416 مكتبة الكوثر ]
الحواشي :
(1) انظر : " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " ص61 - 62 ، 462، 474، 481 ، ومن نماذج الشموخ والاستعلاء على الجاهلية حتى في أشد اللحظات ما قاله ذلك البطل الذي انقطع به حبل المشنقة لحظة إعدامه بالباطل ، فقال : " كل جاهليتكم رديئة ، حتى حبالك رديئة ! " اهـ . من صناعة الحياة ص 60 . قال محدث عصره محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بعد ما قرأ كتب الشيخ ربيع حفظه الله معلقا على كتاب " العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم " : ( كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب !!! ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية !!! أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ، فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ ( الربيع ) على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام !!!. ا.هـ ) .
__________________ شكيب الأثري / عليكم بأهل العلم الكبار مبغض الحزبيين والحركيين والقطبيين وأهل الفساد مهتم بالردود والجرح و التعديل وفضح أهل الأهواء و البدع
Men are known by the truth, the truth is not known by way of men.