هل جاء ذكر السيارات في الوحي؟ .. من الأخبار النبوية العجيبة .
الحمد لله القائل :[ ما فرطنا في الكتاب من شيء ] والصلاة والسلام على القائل :" أوتيت القرآن ومثله معه " ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :
فإن السيارات اختراع جديد لم يمرَّ على أولها أكثر من قرنين من الزمان ، فهي من إبداعات زماننا الحاضر و واقعنا المعاصر ، ولم يكن لهذا ذكر على ألسنة الناس ، فهي فوق تصورهم ، وأعلى مما يحلمون به أو يتخيلونه !
ولكن العجيب الغريب الذي يملك عليك جوانحك ويسري في أوردتك هو مزيد إيمانك برسالة هذا النبي العظيم ؛ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ! وذلك عندما تعلم أنه ، وقبل أربعة عشر قرن من الزمان جاء بذكرها وأخبر بأمرها ، في زمن لا يعرفون فيه إلا الخيل والجمال ، والحمير والبغال ، أليس هذا مما يزيدك حباً له ، وتصديقاً لما جاء به ؟!
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" تكون إبل للشياطين ، وبيوت للشياطين ، فأما ابل الشياطين ، فقد رأيتها ، يخرج أحدكم بجنيبات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله ، وأما بيوت الشياطين فلم أرها "
( رواه أبو داود في الجهاد برقم 2568 )
قال الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة : والظاهر أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ عنى ببيوت الشيطان هذه السيارات الفخمة التي يركبها بعض الناس مفاخرة ومباهاة ، وإذا مروا ببعض المحتاجين إلى الركوب لم يركبوهم ، ويرون أن إركابهم يتنافى مع كبريائهم وغطرستهم ؟ فالحديث من أعلام نبوته ـ صلى الله عليه وسلم . " أ . هـ
( انظره في ج1 ص 148 )
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :" سيكونُ في آخر أمّتي رجالٌ يركبون على سروجٍ كأشباهِ الرحالِ ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ ، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ، العنوهُنَّ فإنهنَّ ملعوناتٍ ، لو كانت وراءكم أمّةٌ من الأممِ لخدمتهنّ نساؤكم ، كما خدمكم نساءُ الأممِ قبلَكم "
( أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والطبراني في الصغير والأوسط ، انظره في : السلسلة الصحيحة [ ( 6_1/411 ) ( 2683) ])
قال الألباني ـ رحمه الله : .. يتبيّن لك ـ بإذن الله ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتُكرت في هذا العصر ، ألا وهي السيّارات ، فإنها وثيرة وطيئة ليّنة كأشباه الرحال .
وإذن ففي الحديث معجزة علميّة غيبية أخرى غير المتعلِّقة بالنساء الكاسيات العاريات ، ألا وهي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات ينزلون على أبواب المساجد . ولعمر الله ! إنّها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رحبه يضيق بها ، ينزل منها رجال ليحضروا صلاة الجمعة ، وجمهورهم لا يصلون الصلوات الخمس ، أو على الأقل لا يصلونها في المساجد ، فإنهم قنعوا من الصلوات بصلاة الجمعة ، ولذلك يتكاثرون يوم الجمعة ، وينزلون بسياراتهم أمام المساجد فلا تظهر ثمرة الصلاة عليهم ، وفي معاملتهم لأزواجهم وبناتهم ، فهم بحق ( نساؤهم كاسيات عاريات ) !
وثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق ، ألا وهي التي نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر ، يركبها أقوام لا خلاق لهم من الموسرين المترفين التاركين للصلاة ، حتى إذا وقفت السيارة التي تحمل الجنازة وأدخلت المسجد للصلاة عليها ، مكث أولئك المترفون أمام المسجد في سياراتهم ، وقد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا تشييعها إلى قبرها نفاقاً اجتماعياً ومداهنة ، وليس تعبدا وتذكُّراً للآخرة ، والله المستعان .
( السلسلة الصحيحة ج 6 ص 416 )
فسبحان الله ! ما أصدق هذا الرسول الكريم ! وما أجلّ هذا الدين العظيم !
وما أشدّ غفلتنا عنه ! وعن عظمته وجلاله !!
وصدق الله :{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }
المصدر : موقع مؤسسة الحرمين الخيرية. أبو إسحاق الأثري81